معلومة أونلاين معلومة أونلاين
recent
جاري التحميل ...
recent

التوبة حقيقتها و شروطها

التوبة حقيقتها و شروطها

التوبة حقيقتها و شروطها


كثير من الناس يعرف كلمة التوبة معرفة سطحية، و يجهل حقيقتها و قدرها، و إذا عرف قدرها قد لا يعرف الطريق إليها، و إذا عرف الطريق قد لا يعرف من أن يبدأ. 
من خلال هذا المقال، سنتعرف على حقيقة التوبة، و على شروطها، و كيف نصل إليها؟

  • اعتراف... كلنا مخطئون

لقد جبل الله الإنسان على طباع السهو و الخطأ و التقصير. فالمسلم يقبل على الله تارة، و يبتعد عنه تارة أخرى، و يتذكر الله مرة، و يغفل عن ذكره مرة أخرى، فليس منا من هو معصوم من الخطأ. و قد أكد لنا خير البشر هذه الطبيعة البشرية، حيث قال صلى الله عليه و سلم : «كُل ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» [رواه الترمذي].  
و من رحمة الخالق جل جلاله أن فتح لنا بابا يسمى "التوبة". و لولا هذه النعمة لوقعنا في مشقة و حرج شديد، و أصابنا القنوط من رحمة الله بعد الوقوع في الذنوب و المعاصي، فينقطع الرجاء، و تقصر همة العبادة.

  • حقيقة التوبة

عندما يقول الله تعالى: ( وتُوبُوا إِلى اللّه جَمِيعاً )؛ فإنه يقصد بذلك عُودُوا إِلى طَاعتِه وأَنيبُوا إِليه. فالتوبة عودة إلى مايحبه الله بعد الرجوع عما يكرهه، و هي ترك للذنب خوفا من الله و استحضارا لمراقبته، و هي ندم على ما سلف من قبيح الأعمال، و إقبال على صالح الأعمال، و هي أحسن أوجه الاعتذار، فالاعتذار ثلاثة أوجه: الأول: أن تعتذر قائلا: لم أفعل، و الثاني أن تقول: فعلت لأجل كذا..، و الثالث أن تقول: فعلت و أقلعت عن ذلك الفعل... فالوجه الأخير هو حقيقة التوبة.

  • شروط التوبة

حتى يقبل الله تعالى توبة عبده لابد من شروط سبعة، و هي:
1. إخلاص نية التوبة لله وحده: فيجب على العبد أن يتحرى صدق نيته، فلا يكون الباعث على توبته إرضاء مخلوق، أو تحقيق سمعة، أو عرض من أعراض الدنيا، بل يجب أن ينوي بتوبته حب الله و التقرب منه و الخوف من عقابه.

2. التوقف عن المعصية: إذ لا يُتَصور أن العبد يتوب و هو مداوم على معصيته، لذلك يعتبر الإقلاع عن الذنب أول خطوة عملية. و إذا عاد المذنب إلى معصيته مرة أخرى لا تبطل توبته، و لكن عليه تجديدها بنية صادقة، و أمره إلى الله.

3. الاعتراف بالذنب: فلا يمكن للمذنب أن يتوب و هو غير معترف بذنبه.

4. الندم على ما فات: فلا يعد تائبا من يتحدث عن معاصيه السابقة متباهيا بفعلها دون حزن و أسف.

5. العزم على عدم الرجوع: و ذلك بعقد وعد مع النفس بعدم العودة إلى ذلك الذنب مرة أخرى.

6. رد المظالم إلى أهلها: قد تكون بعض المعاصي متعلقة بحقوق أناس آخرين، و في هذه الحالة لا تصح التوبة إلا برد المظالم لأصحابها، قال عليه الصلاة و السلام: « مَنْ كَانتْ عِنْدَه مَظْلمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ فَلْيتَحَلَّلْه ِمِنْه الْيَوْمَ قَبْلَ أَلَّا يكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمتِهِ، وإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سيِّئَاتِ صاحِبِهِ، فَحُمِلَ عَلَيْهِ» [رواه البخاري]. فإذا أخذ شيء من أحد دون حق عليه رده، و إذا بدر منه ظلم لأحد أو ما يسيء إليه طلب عفوه و اعتذر له...

7. أن تكون التوبة في وقت تقبل فيه: فلا تقبل التوبة عند حضور الأجل، حيث قال عليه الصلاة و السلام: « إِنَّ الله يقْبَلُ توْبة العبْدِ مَالَم يُغرْغرِ» [رواه البخاري]. كما لا تنفع التوبة يوم تطلع الشمس من مغربها، فحينها يؤمن جميع الناس، ولن ينفعهم ذلك عند الله تعالى.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

من نحن

جميع الحقوق محفوظة

معلومة أونلاين

2020